صلاة العيد وأحكامها الشرعية
صلاة العيد: أحكامها وفضلها وكيفيتها مع الأدلة الصحيحة
تُعد صلاة العيد من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة التي يجتمع فيها المسلمون في فرحٍ وابتهاج بتمام نعمة الله عليهم. وهي شعيرة تجمع القلوب على ذكر الله وشكره بعد إتمام عبادات عظيمة مثل صيام رمضان في عيد الفطر، وأيام الحج في عيد الأضحى.
ما هي صلاة العيد؟
صلاة العيد هي صلاة مخصوصة يؤديها المسلمون في يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي من السنن المؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يحث الرجال والنساء والصبيان على حضورها.
عن أم عطية رضي الله عنها قالت: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى: العواتق، والحيض، وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين» — (رواه البخاري ومسلم)
حكم صلاة العيد
اختلف العلماء في حكم صلاة العيد، والراجح أنها سنة مؤكدة على الرجال والنساء، وقيل إنها فرض كفاية، وقال بعض أهل العلم إنها فرض عين على من تجب عليه الجمعة.
واستدل القائلون بفرضيتها بقول الله تعالى:
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} — [الكوثر: 2]
حيث رأى بعض العلماء أن الأمر في الآية يتضمن صلاة العيد والنحر بعدها.
عدد ركعات صلاة العيد وكيفيتها
صلاة العيد ركعتان بالإجماع، تُصلَّى جهرًا، ويُكبِّر فيها في الركعة الأولى سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة.
| الركعة | عدد التكبيرات | القراءة |
|---|---|---|
| الأولى | 7 تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام | سورة الأعلى بعد الفاتحة |
| الثانية | 5 تكبيرات بعد القيام من السجود | سورة الغاشية بعد الفاتحة |
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـ "سبح اسم ربك الأعلى" و"هل أتاك حديث الغاشية"» — (رواه مسلم)
خطبة العيد
تُلقى بعد الصلاة، وهي خطبتان قصيرتان، يُستحب فيهما تذكير الناس بالله، وبيان فضل العيد، وشكر النعمة، وبيان أحكام الأضحية أو زكاة الفطر حسب نوع العيد.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة» — (متفق عليه)
آداب صلاة العيد
- الاغتسال والتطيب ولبس أجمل الثياب.
- الأكل قبل الخروج في عيد الفطر (تمرات)، وبعد الصلاة في عيد الأضحى.
- الخروج إلى المصلى من طريق والرجوع من طريق آخر.
- التكبير من ليلة العيد حتى الصلاة في الفطر، وحتى آخر أيام التشريق في الأضحى.
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشياً، ويعود ماشياً» — (رواه ابن ماجه)
فضل صلاة العيد
صلاة العيد فيها اجتماع المسلمين على ذكر الله وشكره، وفيها إظهار الفرح بطاعة الله، وهي من علامات الإيمان وشكر النعمة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا أهل الإسلام» — (رواه البخاري ومسلم)
خاتمة
صلاة العيد ليست مجرد ركعتين تؤدى في الصباح، بل هي رمز لوحدة المسلمين وفرحهم بطاعة الله. إنها تجديد للعهد مع الإيمان، وإظهار للبهجة التي يحبها الله لعباده بعد الطاعات. فلنحرص جميعًا على حضورها وإحياء سنتها كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
