صلاة العصر وفضل المحافظة عليها
صلاة العصر: فضلها، وقتها، وأهميتها العظيمة في الإسلام
تُعد صلاة العصر إحدى الصلوات الخمس المفروضة التي فرضها الله على عباده، وهي الصلاة الثالثة في ترتيب اليوم، وتأتي في وقتٍ يتوسط النهار والمساء، فتكون فاصلاً بين العمل والانشغال، والراحة والسكينة. ولقد أولى الإسلام عناية خاصة بصلاة العصر، لما فيها من اجتماع الملائكة، ورفع الأعمال اليومية إلى الله سبحانه وتعالى.
وقت صلاة العصر
يبدأ وقت صلاة العصر عندما يصير ظل كل شيء مثله بعد الزوال (أي بعد انتهاء وقت الظهر)، وينتهي عند غروب الشمس. وقد حث النبي ﷺ على أداء صلاة العصر في أول وقتها، ونهى عن تأخيرها حتى تصفر الشمس.
"وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس"
(رواه مسلم)
عدد ركعات صلاة العصر
صلاة العصر أربع ركعات تؤدى سرًا، وهي من الصلوات التي لا تُشرع فيها السنة الراتبة المؤكدة، لكن ورد الترغيب في صلاة أربع ركعات تطوعًا قبلها.
"رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعًا"
(رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني)
| الركعات | النوع | الحكم |
|---|---|---|
| 4 ركعات فرض | فريضة | واجبة |
| 4 ركعات قبلها (تطوع) | نافلة | مستحبة |
التحذير من ترك صلاة العصر
جاء في السنة النبوية التحذير الشديد من التهاون أو ترك صلاة العصر، إذ ورد الوعيد بأن من تركها فقد بطل عمله، أي حُرم الأجر والثواب على عمله الصالح.
قال رسول الله ﷺ: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله"
(رواه البخاري)
قال العلماء: معنى «حبط عمله» أي ذهب ثوابه، لأن ترك الصلاة كبيرة عظيمة، وصلاة العصر خصوصًا لها منزلة خاصة بين الصلوات.
فضل صلاة العصر
لصلاة العصر مكانة خاصة؛ إذ إنها الصلاة الوسطى التي أمر الله تعالى بالمحافظة عليها في القرآن الكريم. وهي وقت اجتماع ملائكة الليل والنهار، حيث ترفع الأعمال اليومية إلى الله تعالى في هذا الوقت المبارك.
﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾
(سورة البقرة: 238)
وثبت عن النبي ﷺ أنه قال: "الصلاة الوسطى صلاة العصر"
(رواه البخاري ومسلم)
الأحاديث الصحيحة في فضل صلاة العصر
-
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ:
"إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا"
(رواه البخاري ومسلم)
والمقصود بهما صلاة الفجر والعصر. -
وعن النبي ﷺ قال:
"من صلى البردين دخل الجنة"
(رواه البخاري ومسلم)
والبردان هما الفجر والعصر. -
وقال ﷺ:
"لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها"
(رواه مسلم)
أهمية صلاة العصر في حياة المسلم
صلاة العصر تذكير للمسلم بأن حياته ليست عملاً فقط، بل عبادة متواصلة لله في كل وقت. من حافظ عليها كان من الفائزين في الدنيا والآخرة، ومن فرّط فيها ضيّع أعظم الأوقات التي تُرفع فيها الأعمال إلى الله.
"يتعاقب فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون"
(رواه البخاري ومسلم)
كيفية أداء صلاة العصر
- ينوي المصلي صلاة العصر أربع ركعات.
- يكبّر تكبيرة الإحرام ويقرأ الفاتحة وسورة قصيرة في كل ركعة.
- يجلس للتشهد بعد الركعة الثانية، ثم يقوم للثالثة والرابعة.
- يتشهد التشهد الأخير ويسلّم عن اليمين ثم اليسار.
خلاصة المقال
إن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى التي أكّد الله تعالى على أهميتها في كتابه الكريم، وحذّر النبي ﷺ من التفريط فيها، ووعد من حافظ عليها بالجنة والنظر إلى وجه الله الكريم. فهي علامة الإيمان الصادق، ومن ضيّعها فقد ضيّع البركة في يومه وعمله، فاحرص على أدائها في وقتها بخشوعٍ وتدبرٍ، تكن من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة.
