الإمام مالك بن أنس – إمام دار الهجرة
تعرف على حياة الإمام مالك بن أنس، إمام المذهب المالكي، أحد كبار أئمة الإسلام الأربعة، وسيرته العطرة التي أضاءت طريق العلم والفقه الإسلامي.
من هو الإمام مالك؟
الإمام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي المدني وُلد في مدينة المدينة المنورة سنة 93هـ في بيتٍ عُرف بالعلم والورع. نشأ في بيئة علمية غنية، جعلت منه أحد أعمدة الفقه الإسلامي ومؤسس المذهب المالكي الذي انتشر في العالم الإسلامي، خاصة في المغرب العربي والأندلس وأفريقيا.
❝ قال الشافعي رحمه الله: إذا ذُكر العلماء فمالك النجم. ❞
نسبه ونشأته
- اسمه الكامل: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري.
- ولد في المدينة المنورة سنة 93 هـ (711م).
- نشأ في أسرة تهتم بالعلم؛ فجده كان من كبار التابعين.
- حفظ القرآن الكريم صغيرًا، وبدأ بطلب الحديث وهو في سن مبكرة.
شيوخه وتلاميذه
تتلمذ الإمام مالك على أيدي كبار العلماء، وأخذ العلم من نحو 900 شيخ، منهم:
| من شيوخه | من تلاميذه |
|---|---|
| نافع مولى ابن عمر | الإمام الشافعي |
| الزهري | عبد الرحمن بن مهدي |
| ربيعة الرأي | يحيى بن يحيى الليثي |
| ابن شهاب الزهري | عبد الله بن وهب |
منهجه في الفقه
اعتمد الإمام مالك في فقهه على عدة مصادر رئيسية:
- القرآن الكريم – وهو الأصل الأول في الأحكام.
- السنة النبوية – خاصة ما كان من عمل أهل المدينة.
- الإجماع – خصوصًا إجماع علماء المدينة.
- القياس – حين لا يجد نصًا صريحًا.
- سد الذرائع – وهو أصل انفرد به مذهبه بشكل مميز.
💡 معلومة: اعتمد الإمام مالك على مبدأ "عمل أهل المدينة" باعتباره نقلًا عمليًا متواترًا عن الصحابة.
كتابه الأشهر: الموطأ
يُعتبر كتاب الموطأ من أعظم ما كتب في تاريخ الإسلام، إذ جمع فيه الإمام مالك بين الحديث والفقه، ورتبه على أبواب العبادات والمعاملات، فكان أول كتاب يجمع بين الرواية والدراية.
- يضم أكثر من 1700 حديث.
- يركز على صحة الأحاديث وسندها.
- جمع بين الحديث والفقه.
- أوصى الخليفة هارون الرشيد بجعله دستورًا فقهيًا للدولة الإسلامية.
صفات الإمام مالك وأخلاقه
كان الإمام مالك معروفًا بالهيبة والوقار، وكان لا يحدّث إلا على طهارة، احترامًا لحديث رسول الله ﷺ. وكان من صفاته:
- الزهد في الدنيا.
- الصدق والورع.
- التمسك بالسنة.
- الابتعاد عن الجدل.
- العدل في الفتوى وعدم التسرع بالحكم.
❝ قال عنه عبد الرحمن بن مهدي: ما تحت أديم السماء أَمنُّ على الحديث من مالك. ❞
محنته وثباته
تعرض الإمام مالك لمحنة في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور بسبب فتواه الشهيرة بأن الطلاق المكره لا يقع. فجلده الوالي ظلمًا، لكنه صبر واحتسب، ولم يغير فتواه رغم الأذى.
وفاته
توفي الإمام مالك في المدينة المنورة سنة 179 هـ عن عمر ناهز 86 عامًا، ودُفن في البقيع، تاركًا إرثًا علميًا خالدًا لا يزال نوره يضيء الأمة حتى اليوم.
خلاصة حياة الإمام مالك
| العنوان | المعلومة |
|---|---|
| الاسم الكامل | مالك بن أنس بن مالك الأصبحي |
| الميلاد | 93 هـ / 711 م - المدينة المنورة |
| المذهب | المالكي |
| الكتاب الأشهر | الموطأ |
| الوفاة | 179 هـ / 795 م - المدينة المنورة |
📜 قال الإمام مالك: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها."
رحم الله الإمام مالك، فقد كان علمًا من أعلام الأمة، وإمامًا في الدين، ومثالًا في الورع والعلم والخلق.
