-->

ما معنى ماجورين والسلامة

ما معنى ماجورين والسلامة

معنى ماجورين والسلامه

ماجورين ، الله يعافيكم وماجورين ، والسلامة ، الله يسلمكم والسلامة

تأتي بعد (الكيفنة) أو لذوي العهد القريب ويتداولها الرجال والنساء ، وهي أسهل لفظاً، وأخف عبئاً من (السوالْ) الذي يتلعثم فيه الصغار، ويتهيبون محاورة الكبار،  ويتحاشون رهبة المواقف في المجامع والمناسبات العامة.  
ونص كلماته للمفرد (ماجور ، الله يعافيك وماجور ، والسلامة ، الله يسلمك والسلامة )  و للجمع (ماجورين ، الله يعافيكم وماجورين ، والسلامة ، الله يسلمكم والسلامة) مع ترديد الترحيب بألفاظ متعددة (أرحبوا) (يالله حيهم) (حياكم الله) وغيرها.  
و (المواجرة) اشتقاق من كلمة (ماجور) بحذف الهمزة وليست (مأجور) بمعنى الأجر ، الثواب .  كما يعتقد البعض، بل تعني (مُجار) من الشر.
جاء في معجم مختار الصحاح (أجارَ ، يُجير ، إجارةً ، فهو مُجير، واسم المفعول مُجار، أجاره الله من العذاب حماه منه وأنقذه ، جعله في جواره وحمايته " مُجير المضطهدين ، ﴿قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ ﴾ (22) الجن [6]
وتكون ( المواجرة) بين شخصين أو مجموعة هكذا :
الأول                                                الثاني
ماجور                             الله يعافيك وماجور، أو الله يجيرك من الشر أو من البأس أوغيره.
والسلامة                         الله يسلمك والسلامة ، أو الله يسلمك من الشر أو من النار أو غيره.
ماجور الله يجيرك من العثور
ولجمع المذكر والمؤنث تنطق بالياء (ماجورين) ويُرد عليهم بمثل ذلك، ويضاف (هاء) للتأنيث  للمفرد المؤنث (ماجوره) وترد المرأة على الرجل ( الله يعافيك وماجور) وعلى المرأة (الله يعافيش وماجوره) الى آخره.
وتعني كلمة (ماجور) بالفصحى (مُجار) للمفرد و(مُجارون) للجمع (ومُجارة) للمؤنث، والاسم (إجَارة). ويتعذر تداولها بأصلها الفصيح على العامة ، وما طرأ عليها من تحريف سهل نطقها، وخفف لفظها على الناس  صغاراً وكباراً .
أما قول المرأة (الله يعافيش) بالشين بدل الكاف فمن (الشنشنة) وهي من لغة العرب. قال ابن جني في سر الصناعة: ومن العرب من يبدل كاف المؤنث في الوقف شيناً حرصاً على البيان، لأن الكسرة الدالة على التأنيث فيها تخفى في الوقف، فاحتاطوا للبيان بأن أبدلوها شيناً، فقالوا: عليش، ومنش. ومنه لمجنون ليلى يحاكي غزالا:  
فعيناش عيناها وجيدش جيدها * سوى أن عظم الساق منش دقيقُ.
واستخدام (الشنشنة) شائع في نجران وما جاورها، وكذا من ينتمي الى يام من قبائل العجمان وآل مرة ومنها قول بن فطيس المري :
يا بنت ياللي تفرقين بعودشْ *ما لومهم ليْكِثروا الخطابة .
لا مر بشْ دربشْ على خلق الله * قالوا كذا بالإصبع السبابة.

العِلْم


أو الاستعلام ويأتي بعد (المواجرة) مباشرة في المحافل والمجامع، ويؤخر قليلا في المنازل للقهوة وراحة الضيوف، وتَحكم التريث والاستعجال ظروف الموقف، ويقتصر العلم على الرجال.
ويتم بالتخاطب بين شخصين هما اكبر الطرفين سنا هكذا:
       الأول                                                                        الثاني
إيشْ علمكمْ  أو إيشْ علومكمْ؟                               علمنا سلامتكم ( كذا وكذا ) ويش علمكم؟
                                                     أو  الله يزين علمنا وعلمكم (....) ويش علومكم.. أوغيرها
سلامتكم على راي الله ما به علم  
أو سلامتكم  نترجى رحمة الله ما به علم.. أو غيرها
وليس للاستعلام مفردات الزامية من المستعلم ولا المعلّم ، ويتضمن التفاؤل والدعاء  (إيشْ علمكم زان.. نحب علومكم.. عطونا علومكم.. ) ويرد الآخر (الله يزين علمنا وعلمكم ( ...) (علمنا طولة عماركم (...) ، ويكون جواب الاستعلام من الوافد بدايةً مجمل مثل (سلامتكم قاصدين الله وياكم ما به علم ) أو (سلامتكم من سدنا ليحضرتكم ما به علم)  وجواب الموفود اليه (سلامتكم في رجا الله ما به علم) أو (سلامتكم بين ايديكم الخير ما به علم) وعند اجابة الدعوة للمحافل (سلامتكم ملبين دعوتكم ومشرفين حفلكم ...) وهكذا ، ثم  يذكر علمه بالتفصيل ويبدأ عادةً بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم  بقوله (صلوا على النبي .. ثم يكمل ...) ويتبارى كبار القوم في اختيار مفردات العلم بما يناسب الموقف، ويضمنون علمهم النصائح والعبر، ويستشهدون بالأمثال والأشعار والمواقف، ويتعمدون السجع لإثارة المشاعر، وتختلف علوم الأفراح عن الأتراح ، فلكل مقام مقال. ويُمتدح من تقدم القوم وتكلم عنهم بفصاحة وبراعة، كما كانت قبائل العرب تفتخر بخطبائها في الجاهلية والاسلام.  
والعلم أو الاستعلام في الأصل (إيش علمكم) كلمة أَيْش: بمعنَى: أيُّ شيءٍ، خُفِّفَ منه. وفي المعجم الوسيط  أيْش : منحوت من (أَيّ شيء). والجملة استفهامية ( أي شيءٍ علمكم ؟) وباقي المفردات واضحة.  ويكون الاستعلام آخر المحاورات الثلاث، يتلوه السؤال عن الحال بمفردة أيشْ: (إيش حالك) (إيش حالكم) ويكون الرد (نحمد الله بخير وعافية) (نشكر الله  على كل حال) أوغيرها.
هذا جزء من الموروث بلهجتنا المحلية، شرحته بجهد المقل، ليطلع عليه القارئ الذي لا يعرفه، وليعلم بعض الشباب الذين انهمكوا في مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر، والواتس اب، أن تقاليدهم الاجتماعية عنوان لهويتهم النجرانية، ولهجتهم المحلية فرع من أصل لغتهم العربية، وأن اللهجات في اللغة، كالملح في الطعام، فهل يُستساغ طعام بلا ملحٍ